من هو عبد الهادي المناع؟
سؤال لا بد أن قد حط رحاله في قلوب قراء هذه الصفحة. من يكون هذا الرجل؟
عبد الهادي المناع؟
أمتكلف هو أم سليقي؟
أصادق في شعره أم مبالغ؟
أسئلة يصعب الإجابة عليها من دون قراءة ثاقبة لشعر عبد الهادي المناع. ويجدر بالقارئ أن يعلم أن هناك مقاييس عامة يستطيع أن يرتكز عليها عند الإجابة عن هذه الإسئلة. فللشعر جانبان: جانب روحي عاطفي, وجانب عقلي تجريدي. فالجانب الروحي العاطفي هو الذي يولد تلك الصور الشعرية الرائعة التي تسكر القارئ وتطربه للفرح أو للحزن. والجانب الآخر, وهو الجانبي العقلي التجريدي, هو الذي يخرج القصيدة بأجمل إطار, وأعذب نغم. ويأتي بقافية هزجة ترقص الأذن لها قبل سماعها! فمن مال في شعره إلى الجانب العاطفي, صار شعره أشبه بالهذيان وسجع الكهان. ومن مال إلى الجانب التجريدي, صار شعره جافا علقما, كالأرض القاحلة لا ماء فيه. تمجه الأفواه, وتستثقله الأسماع. ومن جمع بين العقل والعاطفة, وبين الصورة الخلابة, والنغم المطرب, سمى بشعره إلى أسباب السماء, وارتقى به نجم الجوزاء. فذاك والله هو الشاعر المفلق, الذي لا يشق له غبار, ولا يلحق في مضمار. وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم. فهل وفق مداد الشاعر عبد الهادي المناع لاستمداد شعره من مشيج العقل والعاطفة؟ على القارئ التمعن في شعر عبد الهادي المناع قبل الحصول على جواب شاف. فطف أيها القارئ الكريم في بستان شاعرنا الموقر, وستجد ما لذ وطاب, واستحسنته الأذواق والألباب.