|
إلاك لـم يـسـع الخلود مراح
يـارونـقـا تـهفو له الأرواح
أنـا لم أجد ما قد أذود به الردى
عن موطني ولي القريض رماح
أشجى مساؤك يا عراق مشاعري
أفـهـل لـليلك يا عراق صباح
أودى بـي الشوق الملح وساقني
لـك لـم يضعضع جانبي جماح
مـالـي أحبك والهيام مصيبتي
لـلـقـلـب ماذا عنده الجراح
إمـا ابتسمت فتلك غاية ناظري
وأهـيم إن عصفت عليك رياح
فـأعود تغمرني الدموع بحسرة
إمـا تـجـهـم وجهك الوضاح
فإذا اشتكى جرح بطرفك تنبري
نـزفا ولي في ما جرحت جراح
وأظـل مـنـتـشيا إذا ما لفني
مـمـا تـضوع عطرك الفواح
فكأن غيرك في البسيطة لم يكن
وبـغـير كأسك ما تخضب راح
تاريخك الوضاء , تربتك الشذى
ورواء نـزفـك للإبا ضحضاح
إن أظـلمت دنيا الإباء فلم يزل
مـن نـور أفقك ينبري مصباح
بـك كربلاء بك الحسين وحيدر
وتـطـوف في أرجائك الأشباح
وكـذا علمتك طائرا لا يرعوي
مـا إن نـضى جنح يشد جناح
بـاب لـحـلم الطامعين عسيرة
أنـى الـورود وعـندنا المفتاح
أو نحن بالعظم الضعيف فننثني
ولـنـا بـسـفر الخالدين كفاح
الأرض تـخـرج للأنام ثمارها
وبـأرضـنـا خلدا جنى الفلاح
قـد تـاجـرت أغـماره بترابه
وجـنـى عـلـى أبنائه السفاح
تـرك الـمآتم في العراق بيارقا
تـشـدوا بـهـن مدامع ونياح
والـيـوم دنسه الصليب برجسه
هـل ناصر لمعاشر قد صاحوا
هـل ناصر لمن انتضى متفردا
ولـمـن برايات المؤمل لاحوا
ها كربلا وطئت فأين خطوطكم
ياقوم …والنجف الشريف مباح
تـلـك السفينة خرقت أخشابها
والـبـحر عالي الموج يا ملاح
نـحـن الـذيـن تآلفت أحزاننا
دهـرا ولـمـا تـلفنا الأفراح
لـك تستهيج الذكريات بخاطري
تـعـنـوا إلـيك وملؤهن قراح
|


